أنه لمن الباعث للأمل عند مشاهدة الشعوب العربية وهي تفيق من سباتها العقلي وتبدأ بالتعافي تدريجيا من متلازمة الخنوع والإنكسار التي أصابتها برهة من الزمن فها هي تنتفض مطالبة أنظمتها الحاكمه بأبسط مقومات وحقوق الحياة الإنسانيه والطبيعية التي يفترض أنها ابسط ما يحصل عليه إنسان في عصرنا هذا الذي لا وقت فيه ولا مكان لمثل هذه الأنظمة الفاشيه والساديه التي تمارس سياسات القمع والترهيب والتنكيل والاستبداد تجاه شعوبها حتى تخضعهم وتذلهم وتسلبهم ما كفلته الطبيعه لهم قبل أي شيئ آخر ...!
إنما ما يلفت النظر ويثير الإستغراب خلال هذه الصحوه الشعبويه العربويه هم الإسلامويون تحديدا َجراء حالة التيهان العقلي الذي يعانون منها ويأبون الإعتراف بها محاولين الإلتفاف حولها وإنكار حقيقتها المؤلمة بالنسبة لهم !! فقد دأبوا منذ مدة طويله ولا زالوا كذلك ينبذون مصطلحات مثل العلمانيه والليبراليه ويحاربونها بوصفهم وإتهامهم لها بأبشع ما في جعبة معاجم اللغه العربيه من ألفاظ ومعاني بغرض إلباسها وإظهارها المظهر المشين والمهين امام مجتمعاتنا التي قطع معظم أفرادها وعدا على أنفسهم بان لا يقرأوا أو يطلعوا أو يستمعوا إلا إلى ما يقوله لهم هؤلاء المشايخ المختلين الذين أعتادوا إطلاق صفات كـ الأفكار الدخيله والمنحرفه والهدامه والمخربه والمفسده على الليبراليه ناعتين حاملها بالعماله للغرب والتأثر بهم والجري خلفهم ومطلقين عليه كل تسمية وصفه قذره ومنبوذة إجتماعياً..!!
طبعاً , هو كذب وتشويه وتزييف للحقائق كما هو عهدنا بهم دائما يمارسونه بغرض ترهيب الناس وتنفيرهم من هذه المبادئ العصرية الحضارية التي تقوم على أساس إحترام إنسانية الإنسان والإرتقاء به وإنتشالة من وحل الأساطير القديمه التي خلفتها لنا الأمم السابقه والحضارات البائدة..!
في نفس الوقت , نرى الشعوب الإسلاميه العربيه ويقيادة هؤلاء الأفراد السالفي الذكر يخرجون في مظاهرات وإعتصامات حاشده في الشوارع مطالبين أنظمتهم الحاكمه بالحريه وتطبيق الديموقراطية والعمل بالملكيه الدستوريه وإقامة الدوله المدنية والمشاركة في إدارة شؤون بلدانهم ...!!!
هم أنفسهم الذين كانوا ينكرون علينا التوجهات الليبراليه الغربيه الدخيله المريضه الكافره الـ الـ الـ إلخ وها هم اليوم أراهم يهتفون منادين بالأفكار الدخيله الأخرى كالديموقراطيه والدستور ..!
ألم يسألوا أنفسهم من أين أتت الديموقراطيه , مبادئها , أُسسها , كيفيتها !
أليست الديموقراطيه فكر دخيل أيضا ..! أم أنها جاءت في سورة البقره ..!
أليس الدستور , كتاب وضعي من صنع البشر إبتدعه ونقله إلينا ذلك الغرب الكافر الزنديق الذي إبتدع العلمانيه والليبراليه أيضا ً !!
أم أنه جاء في حديث نبوي نقله لكم..أبوهريره..!
هل إستمديتم مطالبكم هذه من وحي الكتاب والسنه..!!
هل كان معمولا بها أيام النبي محمد..!
ألستم أول من حاربتم الدستور الوضعي ورفضتم العيش بغير ما أنزل الله !!
تطالبون بالديموقراطيه في ادارة شؤون الحياة ..!!
أولم يكمل الله لكم دينكم في القرآن !!
أليس هو دين الحياة !!
ألم يقل لكم نبيكم أنه ترك فيكم ما إن تمسكتم به لن تظلوا من بعده !! القرآن والسنه !!
وغيرها الكثيرو الكثير من الحجج التي كانوا يتبجحون بها عند مواجهة الفكر الليبرالي والعلماني ..!
أين هم أصحاب تلك النظرية التي تقول بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان في حين نراهم وقد إنصاعوا رغما عن لحاهم الكثه خلف الجماهير بل وقيادتهم أحيانا مرددين مصطلحات كالديموقراطيه والدستور والتي كانوا يعتبرونها أحد الافكار الدخيله سابقاً ..!!
هل أدركوا إستحالة إدارة الحياة كما كانت علية قبل 1400 سنة خلت !!
هل أدركوا إستحالة إدارة الحياة كما كانت علية قبل 1400 سنة خلت !!
ما بال اللحى تصول وتجول في شوارع بلدانهم مستميتين يتصايحون بالديموقراطيه ليلا نهارا مطالبين حكامهم بتطبيق الديموقراطيه والعمل بالدستور وهم الذين يفترض يفترض طاعتهم إسلامياً وعدم الخروج عليهم ..!!
إنهم يخالفون تعاليم القرآن الصريحه في هذا الأمر فقط من أجل تحقيق الديموقراطيه والدستور..!!
هل يعتبر هذا إعتراف منكم بوجود نقص بالقرآن وقد وجدتموه بالديموقراطيه ..!
هل يعتبر هذا إعتراف منكم بوجود نقص بالقرآن وقد وجدتموه بالديموقراطيه ..!
المهم , وبالرغم من هذا التيهان والتناقظ والإزدواجيه العقليه التي يعيشون بها!! إلا أنني أعتبرها دليل إيجابي من عدة دلائل تشير إلى أفول نجم الدين وبداية النهاية لتلك الأراء والرؤا الدينيه الساذجه التي كانوا ولا زالوا يتشدقون بها وها هي الآن بدأت تضمحل تدريجيا وتندثر كما هو متوقع إلى حين خلو البشريه تماما من داء الأديان والأساطير الغابرة التي لازمتنا دهوراً من الزمن .
إنه عقولهم فعلا في تيهان ..
ختاماً
قال أحد العقلاء قديما , ولا يحضرني إسمه
(( ومـا الأديـــان ,, إلا هـي أكـبـر كـذبــة عـرفـهـا الـتـاريــخ ))
أسـتـودعـكـم المـخـيـخ
(:
** **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق