---------------
الخميس، 28 يوليو 2011
لماذا تسجن الشياطين في رمضان!؟
---------------
الخميس، 9 يونيو 2011
العقل والدين .. والمعضلة الاخلاقية..!
انقسم الفلاسفة في الإجابة على هذا السؤال إلى رأيين مشهورين فالرأي الأول يرى أن في كل إنسان قوة غريزية يستطيع بها أن يميز بين الخير والشر وبين الحق والباطل والإنسان يستطيع حسب هذه القوة الغريزية الحكم بأن هذا الفعل خير أو شر وهي قوة غريزية غير مكتسبة مثل العين والإذن وغيرها ويسمى مذهب «اللقانة» أو «الحدس» ومن اهم المنظرين له كارليل وفخته وكانط وغيرهم.
بينما ذهب الفريق الآخر إلى إنكار هذه الغريزة وقالوا :
إن معرفتنا للخير والشر تعتمد على التجربة وتنمو بتقدم الزمان وترقي الفكر وإن التجربة هي التي تعلمنا إن كان هذا العمل خيرا أو شرا وتسمى بمذهب التجربة أو مذهب التطور لأنهم قالوا إن الأخلاق الإنسانية تتطور من جيل إلى آخر ومن زمن إلى آخر والأخلاق في القرن العشرين – مثلا – هي غير عن القرون الوسطى فضلا عن القرون الأولى قبل تطور الكائن البشري وارتقائه من البدائية الأولى إلى المدنية وأبرز من يمثل هذا الاتجاه الفيلسوف المعروف هربرت سبنسر .
شخصياً ,, أؤمن وبشده بالفلسفة التي تقول أن العقل هو الملهم والمصدر الاساسي الذي يستمد الإنسان منه الأخلاق وهو الماهيه التي يستند عليها وبها حكمه على هذا الفعل إن كان هو خيراً أو شراُ , ومعرفة الخير والتحلي بالأخلاق الحميده تحقق العداله والفضيله ومن خلالها نصل الى السعاده التي نبتغيها جميعاً مرتكزا في هذا على فلسفتي الشخصية التي تقوم على مبدأ ان العقل هو الحياة والحياة هي العقل .
بالعقل نميز الخير ونسعى الى تحقيقة للوصول الى السعاده التي تأتي بـ تحقيق العداله التي تتأتى جراء السعي خلف الفضيله التي تعتبر الأساس والدعامه التي تقوم عليها الاخلاق الحسنى الباعثه للخير الذي ميزناه بالعقل .! (:
لولا العقل لما شعرنا بالحياة
ولولا الحياة لما كان هناك عقل !!
ويقول أيضا تبعا لأستاذه سقراط :إن معرفة الخير تكفي للقيام به إذ أنه من غير المعقول وغير المنطقي أن يصل الإنسان إلى معرفة الخير ولا يؤديه وأن سبب عدم العمل به هو الجهل ولذلك ولأجل محاربة فساد الأخلاق فيجب القضاء أولا على الجهل ولذلك يرى أفلاطون أن الإنسان إذا أصبح فيلسوفا فإنه سوف يصبح إنسانا جيدا بالتأكيد فمن المستحيل أن يكون المرء فيلسوفا وفاقدا للأخلاق الحسنة لأن السوء يأتي من الجهل .
رغم هذا الاختلاف الفلسفي المعتاد بينهما إلا انهم إتفقا على أن المصدر واحد للهدف والوسيله ألا وهو العقل وهو ما أرمي إليه في مقالي هذا .
ألغت المؤسسة الدينيه العقل تماما وجعلته عبدا للنص وإعتبرته مجرد شاهدا لثبوته ولمدى شرعيته وإنتماءه للسنه النبويه من عدمه كما انها عطلت وظيفة العقل الاساسيه للانسان فيها وإختزلت حياتة في السمع والمشاهده فقط أما الأخلاق فإنها تملى عليه وعلية إتباعها وليس له الحق في الخوض فيها وفي فعاليتها ومصداقيتها إن كانت هي فعلا تمثل الخير والشر الحقيقي في الحياة أم لا ..!!
أم أنك مع تلك الأخلاقيات الجاهزه التي حددها الدين إليك مسبقا !؟
أم أن لك رأي شخصي آخر في هذه المعضلة الأخلاقيه !؟
بعض مصادر النص منقوله
المصادر
( مدخل الى الفلسفة )
( حكمة الغرب ) + ( الحكمة العملية )
------------------------------------------------
الأحد، 29 مايو 2011
I am what I am
And I am an Atheist.
I live in a world where nations try to enforce peace, by going to war.
I live in a world, where unarmed people protesting to get the most basic human rights, are met with brute force.
Atheism is, by definition, not believing in a god or a religious system; a lot of religious people however think that atheists are actively against god; how can I be against something I don't believe to exist?
They also believe that atheists can't tell right from wrong or have morals, because we don't believe in the religious teachings.
So does this mean that all people were killers and thieves before the prophets came along? They couldn't have been, or no mankind would have survived long enough to witness the beginning of modern religion.
I have nothing against people who follow a religion - as long as they don't try to enforce it on anybody else.
I just think it's unbelievable that in this century, and even in a modern society in Europe, I can't openly say that I'm an atheist; I think it's unbelievable that religious extremists are tolerated, because no matter how crazy, they still believe in god - but I'm looked down at if I say "I don't believe".
And if this happens here - it's easy to imagine how much worse it is in societies which are openly dominated by religion; how many people live a life they don't wish for, in the name of a god they don't believe in.
I don't want to convince anyone else not to believe; I don't want to force anyone else into my way of thinking.
I am what I am.
And I just want to see the day where all atheists, all over the world, can be who they are; the day when none of them will have to pretend, sometimes just to be allowed to live.
S.F.
الجمعة، 22 أبريل 2011
الاخطاء العلميه وخرافات علم الاجنه في القرآن
في محاولات لجعل القرآن يبدو كأنه دقيق علميا، يتسارع المسلمون ليطرحوا ادعاء علم الاجنه الذي بدأ بدقه مثيره للدهشه قبل ان يكتشف الانسان الامر بنفسه. المسلمون يحبون ان يتحدثوا عن قصه اعجاب البروفيسور كيث مور طبيب التشريح السابق في جامعه تورونتو بمعلومات مراحل نمو الجنين الوارده في القرآن.
وكان مايجهله معظم المسلمون هو أن كل هذه المعلومات الوارده في القرآن عن اطوار الجنين كانت قد ذكرت عدة مرات وفي اوقات متعددة قبل ظهور القرآن بعدة قرون. والجدير بالذكر ان بعض ماورد فيها غير دقيق علميا.
هذا ليس وجهة نظر شخصيه انما حتى العلماء المسلمين مثل ابن قيم كان اول من رن جرس الانذار بهذا الخصوص حين اكتشف ان الطرح القرآني كان عباره عن صورة مرآة عن طبيب اغريقي اسمه دكتور كالين
(Aelius Galenus or Claudius Galenu) الذي ولد في القرن الثاني من الميلاد!
(B. Musallam (Cambridge, 1983) Sex and Society in Islam. p. 54)
صموئيل حا- كان طبيبا يهوديا في القرن الثاني احد الكثيرين المهتمين بامر الاجنه
(J. Needham (Cambridge, 2nd edition 1959) A History of Embryology, p. 77)
ج. نييدهام وضع مايقارب 60 صفحه في كتابه تاريخ الاجنه يشرح فيه علم الاجنه عند الحضارات القديمه الاغريقيه والهنديه والمصريه وفي اقل من صفحه يطرح ماذكره العرب حيث قال "العلم العربي لم يكن مساعدا لعلم الاجنه" بعد ان طرح قائمه التسلسل القرآني للموضوع يطرحه جانبا باعتباره تكرار لما ورد في كتابات ارسطو واير فيدا (J. Needham (Cambridge, 2nd edition 1959) A History of Embryology, p. 82) اي بتعبير اخر مزج بين العلوم الاغريقيه والهنديه القديمه.
(B. Musallam, The human embryo in Arabic scientific and religious thought, in, G. R. Dunstan (ed.) (University of Exeter Press, 1990) The human embryo: Aristotle and the Arabic and European traditions, pp. 32-46)
------------------------------------------------------
منقول ومترجم من الموقع الاتي
http://www.bible.ca/islam/islam-myths-embryology.htm
الخميس، 21 أبريل 2011
تـيـهـان وعـقـول !
هم أنفسهم الذين كانوا ينكرون علينا التوجهات الليبراليه الغربيه الدخيله المريضه الكافره الـ الـ الـ إلخ وها هم اليوم أراهم يهتفون منادين بالأفكار الدخيله الأخرى كالديموقراطيه والدستور ..!
ألم يسألوا أنفسهم من أين أتت الديموقراطيه , مبادئها , أُسسها , كيفيتها !
هل كان معمولا بها أيام النبي محمد..!
وغيرها الكثيرو الكثير من الحجج التي كانوا يتبجحون بها عند مواجهة الفكر الليبرالي والعلماني ..!
هل أدركوا إستحالة إدارة الحياة كما كانت علية قبل 1400 سنة خلت !!
هل يعتبر هذا إعتراف منكم بوجود نقص بالقرآن وقد وجدتموه بالديموقراطيه ..!
أسـتـودعـكـم المـخـيـخ
(:
** **
الجمعة، 4 فبراير 2011
علماء الاسلام...ماذا فعل بهم المسلمين؟؟؟
هل فعلاً الاسلام يحث ويشجع على العلم ؟؟
ماذا فعل الاسلام بعلمائه؟؟هل كرمهم وشجعهم؟؟
ماذا حدث لبعض أهم علماء المسلمين الأوائل :
ابن رشد احرقت كتبه 108 .
مكتبة الكندي فيلسوف العرب احرقت وجلد عاريا وهو في الستين من العمر.
ضرب الرازي بكتبه على رأسه حتى فقد البصر,وعندما حاول أحد تلاميذه علاجه قال: لقد نظرة الى الدنيا حتى مللت.
وكُفر ابن سينا وبن خلدون وبن العربي والحسن ابن الهيثم والفارابي .
وحكم بالاعدام ونفذ على الحلاج وابن المقفع والسهرودى .
ويقولون أن الاسلام دين يشجع العلم والعلماء ,واضح جداً !!!!
السبت، 15 يناير 2011
كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (*) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ
هناك كلمة بسيطة عجز المفسرون شرقا وغربا عن شرحها حتى الآن وردت في سورة المدّثر الآية 51 وهي (قسْوَرة)، ومفهومها من نص الآيات 49 -51 : (ما لهم عن التذكرة معرضين / كأنهم حمر مستنفرة / فرت من قسورة )
أجمع المفسرون العرب على أن هذه الكلمة حبشية الأصل لبعدها عن العربية وقـدّروا بأنه لا بد أن المقصود منها الأسـد لفرار الحُمُر (أي الحمير) منه، بعد أن تبيّن لأحد المفسرين بأن الأسد يقال له بالسريانية (أريا)، مما يدل على أن بعضهم كان له إلمام بالسريانية. ثم جاء المفسرون الغربيون فبحثوا في أصل هذا التعبير ولم يجدوا له اشتقاقا من الحبشية، فاستنتجوا بأن معنى الأسد أقرب ما يمكن اشتقاقه من أصل قسـر العربي الذي يعني أرغم وأجبر، وأن المعنى الحقيقي لهذا التعبير ما زال غامضا. إلا أن الرسم القرآني يشير إلى اسم فاعل سرياني على وزن (فعولا) (بقراءة فاعولا fa‘ola ) المشتق منه الوزن العربي فعول وفاعول. والكلمة هي في الواقع سريانية الأصل ويمكن اشتقاقها من أصل قسر وقصر كما تثبته لنا القواميس السريانية، فنجـد هذا التعبير بقلب السـين والواو بكتابة (قوسرا qusra ) بالسين و(قوصرا) بالصاد، وهي كتابة سريانية لا تختلف لفظا عن كتابة (قوسره) qusra و(قوصره) في غيرها من اللهجات الآرامية. ويذكر لسـان العرب بأن أهل البصرة يقولون للمرذول إبن قَوْصَرة qausara (والأصح قوصْرَه qusra أو قوصْرا لفظا والقاصر أو الفاشل معنى) ناسبا إلى أبن دُرَيد قوله: لا أحسَـبُه عربيا ولو نطقوا به قديما، مما يثبت مجددا اختلاط اللغتين العربية والسريانية سابقا. والرسم القرآني قسوره أصحّ سريانيا ويلفظ قاسورا qasora (بلفظ الواو بالإمالة نحو الواو) وليس قَسْوَِرَة qaswara بتشكيل مُصحَف القاهرة. أما المعنى بشهادة المراجع السريانية فهو الحمار الهرم الذي لا يستطيع الحَمل. والمراد بالتعبير القرآني أن هناك احتمالين لفرار الحمر المستنفرة:
أ ) إما الهرب من شيء مرعب كالأسد، وهذا أمر بديهي يبرر الهربَ منه،
ب ) وإما الهرب من شيء غير مفزع، كقولك عن أحد يهرب من خياله! وهذا هو المقصود في النص القرآني الذي يشـبّه استنفار الهاربين من تذكرة القرآن بالحمير الهاربين ليس من نظيرهم فحسب، بل ومن دابة هرمة هالكة ليس فيها ما يدفع إلى الهرب. ويقابل هذا التعبير بالعربية القاصر المثبت للأصل السرياني لفظا واشتقاقا ومعنى (انظر كتاب لوكسنبرغ ص 45 – 47).
ج ) يشير لوكسنبرغ إلى أن المفسرين العرب فهموا كلمة قسورة qaswara qasora / بمعنى الأسد بينما المقصود منه الحمار الهرم بالسريانية، وقرأوا الرسم القرآني (وانظر إلى حمارك) (سورة البقرة، 259 ) بمعنى الحمار عربيا، بينما المقصود منه سريانيا صفة لبني آدم.
وتوضيحا لهذا التعبير نأخذ عن لوكسنبرغ (ص 176 – 183) الآية المذكورة كمثال عن المنهج رقم 2 و 4 (وموضوع الآية أن الله أمات إنسانا لا يؤمن بالقيامة ثم بعثه بعد مائة عام فقال له) : (وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر ألى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما) قبل الوصول إلى كلمة (حمارك) يتساءل لوكسنبرغ عما عساه تعالى يقصده بالإشارة إلى هذا الإنسان الذي بعثه بعد ممات مائة عام إلى طعامه وشرابه، مع أنه ليس هناك أي صلة بالطعام أو الشراب. ولما لم يمكن فهم هذين التعبيرين عربيا بغير مفهوم الأكل والشرب، يرى الباحث شرحهما بمفهوم سرياني يوافق النص القرآني. ولما كانت الألف الوسطى مضافة غالبا في المصاحف اللاحقة، يقرأ لوكسنبرغ سريانيا طعما بشرح المراجع السريانية التي تعطي
1) معنى العقل والفهم ومشيرا إلى التعبير (السرياني الآصل) الشائع في الدارجة القائل (حكي بلا طعمه) بمعنى بلا فهم، و
2) معنى الحال والشأن والأمر. ولما كان هذا المعنى مطابقا للتعبير السرياني التابع (شـربا sharba ) (بغير معنى الشراب العربي)، يرى لوكسنبرغ بأن هذين اللفظين مرادفان بدليل الفعل التابع لهما بصيغة المفرد المذكر (لم يتسنّه)، وناسبا هذا الفعل أيضا إلى أصله السرياني (إشتني) eshtni الذي يعني تغيّر طبقا لشرح الطبري، فيكون المفهوم: (أنظر إلى حالك وأمرك، لم يتغيّر ).
ويشـرح لوكسنبرغ بأنه علينا أن نفهم الرسم (حمارك) بقراءة سريانية (جمارك) gamárika أي كمالك (ومنها بالعربية كلمة الجمر أي اكتمال النار في الفحم)، فيقرأ لوكسنبرغ الآية كالآتي: (وانظر إلى كمالك)، مما يعطي معنى منطقيا إلى ما سبق بخلاف القراءة التي درجت منذ تنقيط القرآن بمعنى الحمار الذي ليس له أي مكان في هذا النص. ودليـل ذلـك أنّ تعـالى يُردِف قائلا : (ولنجعلك آية للناس) وليس (لنجعل حمارك آية للناس). ويشير لوكسنبرغ أخيرا إلى أن قراءة (ننشزها) خاطئة والمفروض قراءتها (ننشرها) داعما هذه القراءة العربية بدليل مرادفها السرياني (فشط) pshat الذي يعني عدا نشـر وبسط : أصلح وعدّل، فيكون معنى الآية بقراءتها العربية والسريانية: (أنظر إلى حالك وأمرك لم يتغيّر وانظر إلى كمالك ولنجعلك آية للناس أنظر إلى العظام كيف نصلحها ثم نكسوها لحما)..
----------
المصدر: معاني القرآن على ضوء علم اللسان.. كتاب للمستشرق كريستوف لوكسنبرغ
د. رالف غضبان بمراجعة المؤلف .
صدر في العام 2000 كتاب للمستشرق الألماني (كريستوف لوكسنبرغ) يعرض فيه قراءة جديدة للمقاطع الغامضة الواردة في القرآن الكريم بعنوان:
Die syro-aramäische Lesart des Koran. Ein
Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache (Das Arabische Buch, Berlin 2000)
«قراءة آرامية سريانية للقرآن ـ مساهمة في تفسير لغة القرآن» (دار الكتاب العربي، برلين 2000م)
الجمعة، 7 يناير 2011
العار
قراءة في بعض السيرة النبويّة (3/1)
بقلم: محمد النجار
لا يخفى علينا أنّ السيرة النبويّة، بصحيحها وضعيفها، مكتوبة بعد أكثر من قرن ونصف من وفاة النبيّ محمّد، اعتمد فيها الإخباريّون على قناة شفويّة تمرّ من جيل إلى جيل، عبر قال فلان وقال فلتان وحدّثني علاّن.
وهذا النوع من الأخبار يدخل في باب الموروث الشعبيّ والإشاعات والأساطير أكثر ممّا يدخل في باب الحقائق التاريخيّة، ولا يُعتدّ بمعلومات كهذه في الأبحاث العلميّة التي تقوم على الأركيولوجيا أو على أقلّ تقدير تبحث في تنوّع النصوص. فينبغي ألاّ نعتمد على السيرة العربيّة وحدها، وأن نبحث أيضا في النصوص الأجنبيّة اليونانيّة والسريانيّة وغيرها، المعاصرة لتلك الفترة، حتّى يمكننا المقارنة بين الروايات واستخلاص بعض الحقائق التاريخيّة التي قد تتجاهلها السيرة العربيّة، بسبب الدوافع الدينيّة والسياسيّة، فتقدّم لنا مثالا أو صورة عن النبيّ محمّد كما ينبغي لها أن تكون وليس كما كانت حقيقةً.
تاريخ الولادة:
وصلتنا عن تاريخ ولادة النبيّ حزمة من الأخبار المختلفة، ومن ضمن هذه المعلومات التي دوّنها لنا الإخباريّون بغثّها وغثيثها:
1- عن سويد بن غفلة أنه قال : أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت عام الفيل.
2- عن أبي جعفر الباقر : كان قدوم الفيل للنصف من المحرّم، ومولد رسول الله بعده بخمس وخمسين ليلة.
3- والمقصود أنّ رسول الله ولد عام الفيل على قول الجمهور، فقيل : بعده بشهر، وقيل : بأربعين يوماً، وقيل: بخمسين يوماً - وهو أشهر -.
هذا التاريخ هو الذي اتّفقت عليه الرواية الرسميّة، وهو أنّ النبيّ ولد عام الفيل، ونحدّده بحوالي 570 ميلادي، وصار هذا الأمر حقيقة مسلّمة، ولكنّ الإخباريّين، كما قلنا، ألقوا إلينا بحزمة من المعلومات :
4- وقيل : قبل الفيل بثلاث وعشرين سنة
5- وقال أبو زكريا العجلاني : بعد الفيل بأربعين عاماً. رواه ابن عساكر.
6- عن ابن عباس قال : ولد رسول الله قبل الفيل بخمس عشرة سنة.
7- وقيل : بعد الفيل بثلاثين سنة. قاله موسى بن عقبة عن الزهري.
فماذا تقول الأركيولوجيا؟
النقوش الأركيولوجيّة [وهي أصحّ من التاريخ المكتوب] وكذلك الأبحاث تشير إلى أنّ أبرهة قام بمهاجمة عرب جنوب الحجاز بين سنوات 540 و 552 ميلادي تقريبا، أي بين ثلاث وعشرين سنة وثلاثين سنة قبل مولد النبيّ، ولذلك فإنّ رواية موسى بن عقبة صحيحة [وبالمناسبة تُعتبر مغازي موسى بن عقبة أصحّ المغازي على حدّ قول أنس ولكن لم تصلنا كاملة] وتاريخ ولادة النبيّ لا علاقة له بسورة الفيل، إن اعتمدنا بعض سور القرآن كوثائق تاريخيّة أيضا، حيث يقول: "ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل" الخ… وهذا لا يعني أنّ النبيّ مولود عام الفيل، وذلك كما يقول: "ألم تر كيف فعل ربّك بعاد"، فهذا لا يعني أنّّ النبيّ مولود في زمن عاد، وإنّما القرآن يروي حادثة وقعت في مكان ما لأصحاب الفيل، كما أنّه غنيّ عن الإشارة أنّ سورة الفيل لا تذكر أبرهة ولا مكّة ولا مهاجمة الكعبة. فالقرآن لا يوثّق أيضا هذه الحادثة ولا يربطها بولادة النبيّ، وأبرهة لم يصل إلى مكّة ولم يهاجمها وإنّما توقّفتْ حملته في جنوب الحجاز وعادتْ، وقد تكون القصّة أصبحت أسطورة ودخلت في الموروث الشعبيّ بعد مائتيْ سنة، ثمّ ربطها الإخباريّون بوقت ولادة النبيّ محمّد لإضفاء بعض المعجزات عليه وعلى الكعبة قبل ولادته وربطها بسورة الفيل في القرآن.
وأبرهة لم يهاجم الكعبة وإنّما توقّف في جنوب الحجاز على مسافة أربعمائة كيلومتر من مكّة، ونحن نعرف نقوش أبرهة وهي ثلاثة نقوش، الأوّل تحت الرمز CIH 541 وهو نقش بتاريخ 549 ميلادي، والثاني تحت الرمز RY 506 بتاريخ 552 ميلادي، والثالث تحت الرمز Ja 544-547 بتاريخ 558 ميلادي، وعلى الأغلب فإنّ أبرهة توفّي قبل سنة 560 ميلادي، والنقش الذي يهمّنا هنا هو نقش بئر المريغان RY506 المؤرّخ بسنة 552 ميلادي ويشير النقش إلى أنّها الحملة الرابعة لتأديب القبائل العربيّة الثائرة، وكان ذلك في شهر أفريل إثر ثورة بني عامر، ويذكر الأماكن التي خرجت لأجلها هذه الحملة وهذا هو نصّ النقش :
بقوّة الرحمن ومسيحه الملك أبرهة زيبمان ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وقبائلهم (في) الجبال والسواحل، سطر هذا النقش عندما غزا [قبيلة] معد [في] غزوة الربيع في شهر "ذو الثابة" (أبريل) عندما ثاروا كل [قبائل] بنى عامر، وعيّن الملك [القائد] "أبا جبر" مع [قبيلة] علي [علا؟ علي؟] [والقائد] "بشر بن حصن" مع [قبيلة] سعد [وقبيلة] مراد، وحضروا أمام الجيش ـ ضد بنى عامر [وقد وجّهت] كندة وعلي في وادي "ذو مرخ" ومراد وسعد في واد على طريق تربن وذبحوا وأسروا وغنموا بوفرة وحارب الملك في حلبن واقترب كظل معد (وأخذ) أسرى وبعد ذلك فوّضوا [قبيلة معد] عمرو بن المنذر [في الصلح] فضمنهم ابنه (عروة) (عن أبرهة) [فعيّنه حاكماً على] معد ورجع (أبرهة) من حلبن بقوة الرحمن في شهر ’’ذو علان’’ في السنة الثانية والستين وستمائة [552 ميلادي] (1) وكما يذكر هذا النقش فإنّ أبرهة لم يذهب بنفسه وإنّما توقّف على مسافة أربعمائة كيلومتر جنوب مكّة وأرسل بعض الحملات المتفرّقة، هنا وهناك، وأقرب منطقة وصلتها حملته هي قوله : (في واد على طريق تربن) وهو أنّ (تربن) من الممكن أن تكون مكانا يقع على بعد 190 كيلومترا شرق مكّة (2) لكن تظلّ مكّة في كلّ الحالات بعيدة عن حملة أبرهة أركيولوجيّا وقرآنيّا أيضا، كما أنّ أبرهة عاد منتصرا ولم يتعرّض لا لطيور أبابيل ولم يصبح كالعصف المأكول.
وقد تتبّعت جذور هذه القصّة فوجدت أنّ مصدرها ابن اسحاق في السيرة، وقد نقل عنه الجميع فيما بعد وصارت القصّة مسلّمة بديهيّة. ولحسن الحظّ فقد وصلنا تفسير مقاتل بن سليمان -المتوفّى حوالي سنة مائة وخمسين للهجرة (3) وهو معاصر لابن إسحاق، لكنّ تفسير مقاتل لسورة الفيل يختلف تماما عن قصّة ابن إسحاق، ممّا يشير إلى أنّ القصّة لم تكن أخذت صورتها النهائيّة التي نعرفها اليوم، وإنّما كانت ضبابيّة في الذاكرة، ولنستمع ماذا يقول مقاتل: ألم تر (ألم تعلم يا محمد) كيف فعل ربك بأصحاب الفيل [ آية : 1 ] يعني أبرهة بن الأشرم اليماني وأصحابه، وذلك أنه كان بعث أبا يكسوم بن أبرهة اليماني الحبشي، وهو ابنه، في جيش كثيف إلى مكة، ومعهم الفيل ليخرب البيت الحرام، ويجعل الفيل مكان البيت بمكة، ليعظم ويعبد كتعظيم الكعبة، وأمره أن يقتل من حال بينه وبين ذلك، فسار أبو يكسوم بمن معه حتى نزل بالمعمس، وهو واد دون الحرم بشيء يسير، فلما أرادوا أن يسوقوا الفيل إلى مكة لم يدخل الفيل الحرم، وبرك، فأمر أبو يكسوم أن يسقوه الخمر، فسقوه الخمر ويردونه في سياقه، فلما أرادوا أن يسوقوه برك الثانية، ولم يقم وكلما خلوا سبيله ولّى راجعاً إلى الوجه الذي جاء منه يهرول، ففزعوا من ذلك، وانصرفوا عامهم ذلك.
فمقاتل يتحدّث عن ابن أبرهة وليس أبرهة نفسه بل ويؤكّد قائلا: (وهو ابنه) كما أنّ الفيل لم يفعل شيئا وعاد في ذلك العام، والقصّة طويلة حيث سيخرج بعد سنتين بعض تجّار قريش إلى الساحل وسيشعلون بعض النار لشواء بعض الأطعمة ثمّ يذهبون وينسون النار مشتعلة، فهبّت ريح وحملت بعض اللهب إلى كنيسة في ذلك المكان فاحترقت هذه الكنيسة فغضب النجاشيّ وأعاد إرسال بعثة أخرى لكنّ الله أرسل عليهم طيرا أبابيل وقضى عليهم، ثمّ لنستمع إلى ما يقول مقاتل في الأخير: (وكان أصحاب الفيل قبل مولد النبي بأربعين سنة، وهلكوا عند أدنى الحرم، ولم يدخلوه قط.) (4) فعند مقاتل فإنّ مولد النبيّ كان أربعين سنة قبل الفيل. وتجدر الإشارة إلى أنّ تفسير مقاتل يُعتبر ضعيفا ولا يُؤخذ به، ولكنّنا في البحث العلمي نضع كلّ الروايات جميعها بصحيحها وضعيفها سواسية على محكّ العلم، فما وافقه منها فهو صحيح.
وكما عدنا إلى أقدم تفسير للقرآن -وليس الطبري كما هو شائع- نعود أيضا إلى أقدم كتاب في الحديث وهو مصنّف عبد الرزاق المتوفّي سنة مائتين وإحدى عشرة للهجرة (5) ونقرأ هذه الرواية عن الزهريّ : إنّ أوّل ما ذكر من عبد المطلب جدّ رسول الله أنّ قريشا خرجت من الحرم فارّة من أصحاب الفيل وهو غلام شابّ (…) فرجعت قريش، وقد عظم فيهم بصبره وتعظيمه محارم الله، فبينا هو على ذلك ولد له أكبر بنيه، فأدرك، وهو الحارث بن عبد المطلب (6) فالفيل في هذه القصّة كان قبل ولادة ابن عبد المطّلب الأكبر، بينما عبد الله أبو النبيّ هو أصغر أبناء عبد المطّلب، حسب السيرة.
إذن، وللتلخيص، فإنّ أبرهة هاجم عرب شمال اليمن أربع مرّات ولم يصل أبدا إلى مكّة، وكان ذلك قبل مولد النبيّ بعشرين سنة على أقلّ تقدير فتناقل السكّان تلك الحادثة التي بقيت في الذاكرة وتداولوها شفويّا ثمّ ربطها الإخباريّون بسورة الفيل.
أمّا إن اعتمدنا الرواية الرسميّة، أي على قول الجمهور، وعلى الأركيولوجيا في الوقت نفسه وجعلنا النبيّ مولودا عام الفيل فعلا أي على أقصى تقدير سنة 552 ميلادي [مع التحفّظ] فإنّ النبيّ يكون قد توفّي عن سنّ تناهز ثمانين عاما.
وإذ نستطيع مقارنة الروايات الإسلاميّة مع الأركيولوجيا في تاريخ ولادة النبيّ فإننا نستطيع مقارنة تاريخ وفاته أيضا بالروايات الأجنبيّة، وإذا عدنا إلى بعض المخطوطات السريانيّة نجد أنّ حكم النبيّ كان سبع سنوات: (7)
1-تاريخ زقنون (مكتوب قبل سنة 140هجري) (8)
2-تاريخ يعقوب الأديسي (مكتوب قبل 75 هجري) (9)
3-تاريخ قصير (الكاتب مجهول، مكتوب قبل 80 هجري) (10)
وكلّ هذه المخطوطات مكتوبة قبل السيرة العربيّة، فهي أقرب إلى الأحداث، ولنأخذ مثلا هذا التاريخ القصير، وجاء فيه :
محمّد (مهمت) جاء إلى الأرض سنة 932 لإسكندر بن فيليبس المقدوني (620-621 ميلادي) وحكم سبع سنوات.
ثمّ حكم أبو بكر لمدّة سنتين.
ثمّ حكم عمر لمدّة اثنتي عشرة سنة.
ثمّ حكم عثمان لمدّة اثنتي عشرة سنة، وظلّت العرب طوال معركة صفّين (صافا) بلا أمير لمدّة خمس سنوات ونصف.
ثمّ حكم معاوية لمدّة عشرين سنة.
ثمّ حكم يزيد (إيزيد) بن معاوية لمدّة ثلاث سنوات ونصف.
[ومكتوب في هامش المخطوط: بعد يزيد ظلّت العرب لمدّة سنة بلا أمير]
ثمّ بعدهم حكم عبد الملك لمدّة واحد وعشرين سنة.
ثمّ تسلّم الحكم ابنه الوليد بداية من شهر تشرين للسنة العالميّة 1017 (يوافق شهر أكتوبر 705 ميلادي) (11)
فالسيرة تؤكّد أنّ النبيّ عاش عشر سنوات في يثرب بينما المخطوطات السريانيّة الثلاث المكتوبة قبل تدوين السيرة تشير إلى أنّ محمّدا لم يحكم إلاّ سبع سنوات، فيكون قد توفّي عن سنّ ستّين سنة - إن صحّ تاريخ مولده – وقد أشرنا إلى أنّ الإخباريّين ألقوا إلينا بحزمة من المعلومات ووصلنا هذا الأمر أيضا في الروايات الإسلاميّة :
أخبرنا أنس بن عياض أبو ضمرة الليثي، حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك وهو يقول: توفّي رسول الله، وهو ابن ستين سنة.(12)
أخبرنا عبد الله بن عمر وأبو معمر المنقري، أخبرنا عبد الوارث بن سعيد، أخبرنا أبو غالب الباهلي أنه شهد العلاء بن زياد العدوي يسأل أنسا بن مالك قال : يا أبا حمزة سن أي الرجال كان رسول الله، يوم توفي؟ قال: تمت له ستون سنة يوم قبضه الله. (13)
أخبرنا الأسود بن عامر والحجاج بن المنهال قالا : أخبرنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن عروة قال: بعث النبي، وهو ابن أربعين سنة ومات وهو ابن ستين سنة. (14)
لكن الرواية الرسميّة اختارتْ أن تكون وفاة النبيّ في سنّ 63 سنة، (على أيّ أساس؟)كما اختارتْ أن يكون تاريخ ولادته عام الفيل.(على أيّ أساس؟) لكن تظلّ هذه التواريخ، من الجانبين، الإسلامي والأجنبي، تقريبيّة وغير دقيقة.
الهوامش:
1- Journal Asiatique/A.L.Premare/V.288/T2/2000/p261-367
2- Ibidem.
3- الذهبي/ سير أعلام النبلاء/ ج7/ص202/ تحقيق: بإشراف شعيب الأرناءوط/مؤسّسة الرسالة/1985
4- تفسير مقاتل بن سليمان/سورة الفيل/تحقيق أحمد فريد/دار الكتب العلميّة/لبنان/2003
5- الحافظ الذهبي/سير أعلام النبلاء/ج9/ص563، مصدر سابق
6- مصنّف عبد الرزاق/ج5/ص313/دار المكتب الإسلامي/بيروت/1982
7- Hoyland/Seeing Islam as others saw it/p395/The Darwin Press/USA/1997
8- Ibidem/p409
9- Ibid/p160
10- Ibid/p393
11- Ibid/p394
12- ابن سعد/الطبقات/ج2/ص301/تحقيق: علي محمّد عمر/مكتبة الخانجي/مصر/2001
13- المصدر السابق
14- المصدر السابق
-------
المصدر موقع الأوان
الجمعة 11 حزيران (يونيو) 2010